الأورو يرتفع إلى 30 ,1 دولار
الجزائر تستفيد من تحسن عائدات الاحتياطي
ارتفع، أمس، سعر صرف الأورو إلى 30 ,1 دولار، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 10 ماي الماضي. هذا العامل يفيد الجزائر بفعل تدعيم عائدات الاحتياطي وارتفاع أسعار النفط، في وقت تراجعت العملة الأمريكية تحت ضغط التوقعات المتشائمة بخصوص وضع الاقتصاد الأمريكي. هذا الوضع يقلق الأوروبيين، خاصة البلدان التي تعاني من مديونية هامة مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال التي تخشى اللحاق بالجار اليوناني.
وإذا كان ارتفاع قيمة صرف الأورو قد يفيد دولا أوروبية لتخفيف جزء من أعباء ديونها المقيدة بالدولار الأمريكي، إلا أن ارتفاع الأورو يضاعف من مصاعبها أيضا، بالنظر إلى أن السلع الأوروبية تصبح أقل تنافسية وأعلى كلفة من منافستها الأمريكية والآسيوية. وهذا السيناريو لا يخدم كل البلدان التي تتعامل مع دول منطقة الأورو أيضا على غرار الجزائر، التي تستورد 56 بالمائة من منطقة الأورو، حيث ترتفع قيمة وارداتها بفعل تضخم قيمة صرف الأورو.
بالمقابل، فإن وضع الأوروبيين أعقد حسب الخبراء الماليين؛ فارتفاع كبير للأورو لا يخدم نسبة النمو الأوروبي التي تضررت بفعل الأزمة المالية، ثم الأزمة اليونانية. كما أن ارتفاع الأورو فوق الحد المسموح به، يعود بالضرر على الاقتصاديات الأوروبية، التي تحتاج إلى إنعاش اقتصادياتها لتوفير الشروط الموضوعية لإخراج دولها من تبعات الأزمة اليونانية.
وعليه، فإن الدول الأوروبية لا تريد ''أورو'' ضعيفا ولا تريد أيضا ''أورو'' قويا جدا'' مقابل العملات الرئيسية، لأن كلتا الحالتين مضرتان بالاقتصاد الأوروبي الذي يعيش أصعب مراحله حاليا. بدليل أن أهم هيئات التنقيط والتقييم المالي مثل ''موديز'' و''ستاندارز اند بورز'' أعادت تقييم عدد من الاقتصاديات الأوروبية سلبيا على غرار البرتغال وإسبانيا وإيطاليا.
بالمقابل، فإن تراجع الدولار يفيد ويريح الأمريكيين، لأنه يضمن لهم هوامش للرفع وينشّط تجارتهم باتجاه أوروبا، لأن منتجاتهم تصبح أكثر تنافسية، في وقت لا يزال الركود يخيم على أجزاء كبيرة من الاقتصاد الأمريكي.
أما بالنسبة للوضع الجزائري، فإن الجزائر تخسر من جانب ارتفاع قيمة الواردات وتربح بالنظر إلى إعادة التقييم الإيجابي لجزء من احتياطي الصرف. بما أن نسبة 46 بالمائة من الاحتياطي مقيّد بالأورو. كما تجني الجزائر مكاسب لارتفاع أسعار النفط مع تراجع قيمة صرف الدولار أمام الأورو والعملات الرئيسية؛ حيث يبقى النفط مرتبطا بتقلبات سعر صرف الدولار أساسا.
المصدر :الجزائر: حفيظ صواليلي
2010-07-17